قصيدة بمناسبة شهادة مولى المتقين عليه السلام

من طرف **امیر الحب** الثلاثاء سبتمبر 15, 2009 5:27 am

انا جننا في هواك
قصيدة بمناسبة شهادة مولى المتقين عليه السلام

قلبي إلى ريَّ الغدير يؤوبُ

وأهاجني نحو الدّيار هبوبُ

وأسال دمعي طائرٌ عند الحمى

وذكرت ربعاً قد علاه نحيب

ورأيتُ أن أبدي لواعجَ لوعتي

إذ غردّت قُربَ الديار طروب

من ذا يعيد لناظري تلك الرؤى

فيعودُ يُبصر يوسفاً يعقوبُ

من ذا يُعيد لمُدنفِ عهدَ الصَّبا

فيعود يضحكَ للأصيل غُروب

هذي تباريجُ الهموم ِ بخافقي

ونزا على الفود الضحوك مشيب

قم وانظر الوجه العبوس بسحنتي

يعلوهُ من فرطِ الهموم قُطوبُ

وافتح لقلبي في الحياةِ منافذاً

فالقلبُ من غدر ِ الزَمان يلوبُ

أظفارُ دمعي أنشبت في وجنتي

ولها يُجَمَّرُ دمعتي شُؤبوب

النّارُ مابين الجوانح أضرمت

ولها غدا بينَ الضلوع ِ دبيب

ولقد نشأتُ على الحياةِ مكابداً

فيها و قد مسّ الفؤاد لغوبُ

ورأيت من عَسفِ الحياة وظُلمها

ما يشتكي منها الصفا ويذوب

فإليك من جور ِ الهَموم تشدّني

من بعد أن عزَّ النصير دروب

أنت السفينة قد نجا ركّابُها

وسفين غيرك يعتريه ثُقوب

******
لا ينجحُ القالي لشخصكَ في الورى

ونبا به بَعدَ النجاح رسوب

فعليك تُحنى بالولاءِ أضالعٌ

وإليك تهفو في الحياةِ قلوب

سيظلّ رسمُك في المآقي ماثلاً

ويظلَ اسمُك في القلوب وجيب

لحناً تُرددُك الشفاهُ على المدى

وتحنُ في ولهٍ إليك شعوب

إنّا جُنَّنا في هواك ولاأرى

يُشفي لنا هذا الجنون طبيب

يا حاضراً عند الشدائد في الورى

إن مزّقت قلب اللهيف كروب

فاحضر فقد ران الأسى بجرانِهِ

ونبت بنا في الخافقين خطوب

يا موغلاً في البعدِ عنّا بالمدى

فلأنت منّا في الشغاف قريب

حُرَقٌ إليك بكلّ آن ٍ في دمي

وعليك يضرى في البعاد لهيبُ

الصدق أنت، وأنت وحدك هاهنا

حتى وإن أزرى عليك كذوبُ

كلّ الملوكِ إليك أضحت تنحني

فلأنتَ فيهم في الورى يعسوب

هذا الغديرُ ونحن ضمأى وردِهِ

يهفو إليه من الضما متعوب

أصبحت في أمر الإله متوّجاً

وغدوت عن طه الرسول تنوب

الكل من طامي غديرك أشربُوا

ذا موقفٍ تحت الهجير رهيب

لاينثني عن معضل ٍ عند الفِدا

إذ هدّ أركان الطغاةِ حبيبُ

فإليك جاءت تنتخيك أمارة ً

لك سلمَت تبغي هواك عروب

يامنقذ الدّين الحنيف بصارم ٍ

وإليك تاقت في الجهاد حروب

عَصَفت بقلبي في الحياةِ نوازلً

وبكى على شخصي الحزين كئيبُ

ويفرّ من خوفٍ إليك مشرّدٌ

ويحنّ في شجو ٍ إليك غريبُ

أزرى به عسفُ الطغاةِ وجَورهم

وغدى بأصقاع البلاد يجوب

فتأوهت قُلل الشَّمال لظُلمهم

وانصاع يشكو للإله جنوب

حتى إذا ضاق الوسيعُ بشعبنا

والامنُ عن شعب العراق يغيبُ

لم نلقَ من يحمي الحمى في وثبةٍ

أومترفاً عمّا جناهُ يتوبُ

دنفٌ وأنسامُ الغري تهزّني

وإليك من كلّ البقاع ِ نؤوب

نهفو إليك بخافق ٍ ملَّ الأسى

وبنا سرت نحو الضّريح ِ ذنوبُ

تحیاتی