العاصمة والميزرة في نظرة تأريخية

هي العاصمة كناية عن بغداد وهي الميزرة بدلاً من المجزرة حيث يستبدل الجيم بالياء على لهجة بعض المحافظات وهي خلف السدة والسدة هنا سدة ناظم باشا الوالي العثماني الذي بنى هذه السدة شرقي بغداد لصد مياه الفيضان عن بغداد ومكانها الحالي طريق محمد القاسم أي طريق المرور السريع الذي يبدأ من شمال بغداد الشرقي شمال الكريعات وغرب قناة الجيش ويمتد بشكل مستقيم الى ان يصل الى الجنوب الشرقي لبغداد حيث ينتهي عند نهر ديالى وقد كانت المنطقة الشرقية لسدة ناظم باشا والطريق السريع خالية من الدور في ثلاثينيات واربعينيات وجزء من الخمسينيات في القرن الماضي ولازلت اتذكر ان الفيضان سنة 1954وعندما هدد الماء السدة الشرقية وهدد بغداد فتحوا السدة في المكان المحاذي للكلية العسكرية والرستمية جنوب بغداد حيث لم نكن نرى سوى بعض مخلفات المعامل التي انشئت خلف السدة والصرائف وبعض الاثاث البسيطة لساكني السدة الشرقية حيث لم يكن هنالك سكن شرقي بغداد فلا زيونة ولا دور الضباط ولا شارع فلسطين ولا مدينة الصدر ولا سواها من العمران الذي انشأ في نهاية الخمسينيات حيث تشكل الان هذه المناطق (60%) او اكثر من سكان بغداد عدا دور متعددة قليلة للعراقيين اليهود بنيت في منطقة تل محمد في منطقة تفصلها عن (كمب سارة) السدة الشرقية .وقد اخذت الميزرة هذا الاسم من المجزرة الكبيرة الموجودة قريبة من ساحة النهضة حالياً وهذه المنطقة تجمع سكني من الصرائف بشكل عام التي تعمل من ورق القصب لاهالي جنوبنا العزيز الذي تركوا مناطقهم وجاؤوا الى بغداد بحثا عن عمل وايجاد وسيلة للعيش واغلب سكانها من اهل العمارة وقليلاً جداً من الكوت والناصرية خلافاً لمنطقة الشاكرية في الكرخ والتي جمعت نفس التجمع السكاني ولكن من اهالي الناصرية والبصرة بشكل عام والقليل من اهالي العمارة والديوانية وبسبب ذلك يرجع الى صعوبة المواصلات حينئذ حيث يركب هؤلاء القطار الصاعد من البصرة الى بغداد وعند وصولهم محطة غربي بغداد التي كان مكانها جنوب علاوي الحلة وفندق الرشيد حالياً حيث يمتد جنوب الى الشاكرية التي لاتبعد عن محطة القطار سوى عشرات الامتار ولا ينتقلون من غربي بغداد الى شرقها في منطقة الميزرة والعاصمة اما اهل هذه المناطق فكانوا يستقلون السيارات من محافظاتهم الى بغداد وكان الكراج الرئيس لهذه السيارات في منطقة ساحة الطيران الحالية فأنهم ينزلون في العاصمة والميزرة ولا ينتقلون الى منطقة الشاكرية غرب بغداد وتختلف الميزرة عن الشاكرية ان الميزرة تاخذ شكلا ضبطي (ضبط) من شمال بغداد الى منطقة تل محمد ولايزيد عرضها عن نصف كيلو متر بأحسن احوال عندما تكون في المنطقة المجاورة لباب الشيخ جنوباً وشمالاً والى عدة امتار في شمالها وجنوبها في حين ان منطقة الشاكرية تكون على شكل دائرة او مربع تحتل كل المنطقة المعروفة الان بالمنطقة الخضراء (المنطقة الدولية) ولكن اهل المنطقتين يشتركون بالعسرة المادية (الفقر) وان كان اهل الشاكرية افضل من اهل العاصمة والميزرة كون البيوتات الطينية بنيت فيها كذلك هنالك فرق في تاريخ الكنى فالشاكرية تم سكناها قبل الميزرة بثلاثة او اربع سنوات ولكن كلاهما كان في نهاية ثلاثينيات القرن الماضي وبداية الاربعينيات وكان سكان الميزرة اقل عدداً من سكان الشاكرية ذلك ان ارتفاع اجور النقل من العمارة والناصرية والكوت بالسيارة مرتفعة خلافاً لاجور القطار ولوعورة الطريق حيث لم يكن مبلطاً بحيث كنا نسمع ان راكبي احدى السيارات قد عاجلتهم المنية في الطريق بسبب عدم وجود علامات الطريق او ان العلامات تم تدميرها بسبب المطر الامر الذي يؤدي الى ضياع راكبي السيارة في الطريق واذ كنا ساكنين في منطقة الرستمية جنوب الزعفرانية وكان اهل الرستمية يذهبون مرة واحدة في الشهر بالباص الخشب الى باب الشيخ لتسوق الشهري وكان والدي يصطحبني معه وان بعض ساكني هذه المنطقة من العاملين في الكلية العسكرية سواء اكانواا عسكريين او عمالا فكنا نسمع الكثير عن هذه المنطقة منها ان عددا كبيرا منهم قد تعرض الى السرقة (النشل) حال نزولهم من السيارة في ساحة الطيران بعد رحلة طويلة وان (النشالين) كان اغلبهم من ساكني منطقة الميزرة من اصحاب النفوس الضعيفة والى الان لازلت اتذكر ان احد النشالين سرق عمة دون ان يعلم ان الضحية هو قريبه وانهم لم يشاركوا في (الفرهود) او ما يسمى الحواسم في يومنا هذا اذ على الرغم من وجود عدد من الدور للعراقيين اليهود في منطقة تل محمد فانهم لم يسرقوا الاموال ولم يسكنوا هذه الدور عدا احدهم لازلت اتذكر اسمه وهو تحق (تحك) حيث غصب احد الدور وسكنها ولكن الله عاقبه بعدم ترك ذرية له حيث لم ينجب ولداً او بنت حتى لقد شاع لدى اهل هذه المنطقة وما يجاورها الكلام السائر مجرى المثل الدائر لا تكن في سلوكك مثل (تلحك) أي ان عقوبة الله تلحقك في ذريتك حيث يحرمك من الذرية عند الاعتداء على اموال الاخرين ولازلت اتذكر دورهم في اطفاء حريق مستودعات الوقود القريبة من ساحة الطيران بعد قيام ثورة 14 تموز 1958 اذ لشدة النيران فأننا في قرية الرستمية شاهدناها وجئنا سيراً على الاقدام لرؤيتها ورؤية ما حصل في بغداد بعد انهيار النظام الملكي ولازلت اتذكر ايضاً تكافلهم الاجتماعي اثناء فيضان بغداد سنة 1954 اذ تجمعت اثاثهم وحاجياتهم البسيطة التي جلبها الماء الكثير من منطقتهم الى جنوب السدة الشرقية مما يجاور قرية الرستمية التي كنا نسكنها ولذا كانوا بلا تأهيل علمي او مهني ويعملون في الاعمال البسيطة او الانخراط في الجيش كجنود فأنهم كانواا من اصحاب الفضيلة والمروءة كما انهم تمردوا على السلطة الجديدة التي قامت بعد الاطاحة بالزعيم عبد الكريم في 8 شباط 1963وقد تولى عبد الكريم قاسم توزيع الاراضي عليهم في مدينة الثورة سابقاً(الصدر حالياً) فرحل الكثير منهم لبناء دور في تلك المقاطعة وكانت الاعراف العشائرية سائدة بينهم حيث نقلوا علاقاتهم القبلية الموجودة في العمارة والكوت الى بغداد وحيث ان المنطقة الكبيرة من الميزرة كانت مقابل (كامب)الكيلاني أي ساحة الطيران ومقبرة الغزالي وباب الشيخ والنهضة ولا يفصل بينهم وبينها سوى السدة الشرقية لذا كانوا الاكثر في هذه المناطق وكم كنا نرى في كراج العمارة ومكانه ساحة الطيران حالياً والمقاهي القريبة منه القادمين الى التجمع السكاني الجديد واهل هذا التجمع وتغيرت امورهم المالية الى الافضل ودخل أبناؤهم المدارس ووصلوا شيئا من الجاه في نهاية الخمسينيات وخاصة بعد انتقالهم من مدينة الصدر وانتشر العمران في المنطقة بعد رحيلهم العجيب ان اياً منهم لم يذكر المنطقة ولم يكتب احدهم في تلك المنطقة التي كان نهر (اشطيط) يقسمها من شمالها الى جنوبها حيث تلقى فيه المياه الثقيلة لمنطقة الرصافة ولم يكتب احد عن الحاج(امنيشيد) الذي كانت له صولة مالية وجولة اجتماعية في تلك الفترة ولم يذكر احداً منهم عن (اللامي) صاحب كراج النقليات الى العمارة والكوت بشكل خاص والجنوب عموماً اذ طوى النسيان هذه المنطقة واهلها فهي عمارة سادت ثم بادت رحم الله من توفى منهم ومد في عمر الاحياء منهم فلقد كافحواا ووصلوا وتمكنوا باباء وعزة نفس يحسدون عليها وسلاما على المنطقة التي حملت اسم بغداد العاصمة بالاضافة الى اسم المجزرة وان كانت مجزرة دواب وليست مجزرة بشر فلقد كنا نرى عندما ناتي كل شهر الى باب الشيخ لرؤية محطة القطار من التسوق الشهري نشاهد اهل هذه المنطقة ذلك ان الطريق الواسع الذي يذهب من منطقة العمران الى صرائف الميزة والعاصمة مكانه في منطقة باب الشيخ وهو اوسع من الطريق الثاني الذي مكانه جنوب مقبرة الغزالي حالياً.

قيثارة السحر

شکرا علی الموضوع
سلمتـــ
یداکــــ

شكرا على المرور نورت

شکرا ع الموضوع الکلللللللش قصیر

مشکووووره علی الابداع الحلو

شكرا حياتي

يسلمووو ع الموضوع